فرض الاستعمار الغربي التجزئة على الوطن العربي، فقد قسمت البلاد إلى كيانات سياسية، مما أدى إلى ضعف العرب سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، فاتخذ كل قطر لنفسه سياسة خاصة به بعيدا عن الأقطار العربية، فضعفت مواقف العرب في المحافل الدولية، وظهروا بمظهر الدويلات الضعيفة المتنافرة التي لا تستطيع تنفيذ ما تدعيه وتقوله، فتشجع الطامعون على التهام أجزاء عزيزة على الوطن العربي.
بهذا أصبحت الوحدة مطلبا قوميا وضرورة ملحة، وقضية مصيرية، لمواجهة التحديات التي أوجدها الاستعمار، والتغلب على مشكلات التخلف الاقتصادي والاجتماعي. ويمكن لدولة الوحدة وضع الخطط التنموية الشاملة الضرورية لمعالجة أوضاع الوطن العربي الاقتصادية الشاذة، والقضاء على الامتيازات الاقتصادية الأجنبية في الوطن العربي.

خلال الحرب العالمية الثانية أحس القادة العرب بضعف الوطن العربي، وأدركو أطماع الدول الاستعمكارية في استغلال ثروات بلادهم، كما شعروا بخطر الصهيونية على فلسطين والوطن العربي، عندما نادى اليهود بشعار دولة اسرائيل من النيل الى الفرات، فتطلعوا إقامة وحدة تجمعوا بلادهم.