Aperçu des sections

  • نظام الدخول



      الاستاذة عبلـــة عـــلاوة استاذ مساعد قسم ب  بكلية العلوم الاجتماعية و الانسانية        

       قسم علم اجتماع تخصص أنثــروبولوجيا بجامعة محمد خيضر بسكــرة 



    البريد الإلكتروني: abla.allaoua@univ-biskra.dz


    Qasr Bshir (Roman Fortress). on Make a GIF

    محاضرات أنتربولوجيا التراث المادي واللامادي  تفاعلية مع الطلبة  السنة الثالثة ليسانس انثروبولوجيا عامة 

    في نفس التوقيت من كل أسبوع الثلاثاء على الساعة 13:10 الى غاية 14:40


    الوحدة: وحدة تعليم 
    المستوى: السنة الثالثة ليسانس انثروبولوجيا
    الحجم الزمني للمقياس: 15 أسبوع
    الحجم الساعي الأسبوعي:1ساعة و30 دقيقة
    طريقة التقييم: امتحان 
    المعامل: 2
    الرصيد: 5

    


  • محاضرة تمهيدية


    تتضمن المحاضرة التمهيدية  مدخل تعريفي بالمقياس مراجعة عامة حول الانثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية 

     تحديد بعض المفاهيم المتداخلة مع التراث لبلوغ مجموعة الأهادف الإجرائية التي يمكن أن ان يحققها الطالب من خلال تمكنه من محتوى المحاضرة 




    الرصيد

    5

    المعامل

    02

    أهداف التعليم

    1.  كساب الطالب المفاهيم الخاصة بالتراث والمتعلقة بالمقياس عامة (التراث المادي واللامادي) فك رموزه وشفراته 


    2.      الوصول بالطالب إلى المعرفة الحقيقية حول أهمية جرد وتصنيف التراث.

    3.      التعرف على دلالات التراث المادي واللامادي، والوصول بالطالب على اهمية التراث في حياة الشعوب والأمم.

    المعارف المسبقة المطلوبة

     

    1.      مدخل عام الى الانثروبولوجيا عموما

    2.      الأهداف والمنهجية العامة للبحث العلمي في الانثروبولوجيا

    مفردات

    طريقة التقييم

        مراقبة مستمرة وامتحان

    المراجع:

     

    1.      طلعت مصطفى السروجي: التنمية الاجتماعية، المثال والواقع، الكتاب الجامعي، مصر 2001.

    2.      كارل ماركس : الراسمال . ترجمة راشد البراوي، الجزء الاول ، مكتبة النهضة المصرية، .1947

    3.      اتفاقية منظمة اليونسكو، باريس 17/10/ 2003

    4.      محمد عبد الغنى حسن ، رضوي محمد هلال :التسويق الاجتماعي وإداره رأس المال الاجتماعى ، القاهره ، مركز تطوير الأداه والتنمية ،2009

    5.      أحمد زايد وآخرون, رأس المال الاجتماعي لدي الشرائح المهنية من الطبقة الوسطي, مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية, كلية الآداب, جامعة القاهرة, الطبعة الأولي,

    6.      عزت حجازي, رأس المال الاجتماعي كأداة تحليليه في العلوم الاجتماعية, المجلة الاجتماعية القومية, المجلد الثالث والأربعون ـ العدد الأول ـ يناير 2006.

    4.      محمد صفوح الأخرس. الأنثروبولوجيا وتنمية المجتمعات، وزارة الثقافة السورية، 2001-.

    5.      تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة 2004

    6.      فريديريك هاريسون، الموارد البشرية و التنمية ، ترجمة سعيد عبد العزيز ، معهد التخطيط القومي ، القاهرة

    7.      محمد الجوهري. علم الاجتماع وقضايا التنمية في العالم الثالث.

    8.      كامل عبد المالك: " ثقافة التنمية، دراسة في اثر الرواسب الثقافية على التنمية المستدامة"، دار المحروسة، القاهرة 2008.

    9.      فريديريك هاريسون، الموارد البشرية و التنمية ، ترجمة سعيد عبد العزيز ، معهد التخطيط القومي ، القاهرة ، 1984.

     

     





  • المحاضرة الاولى: مدخل عام

    أهداف الوحدة :

      تعتبر المحاضرة الأولى بمثابة خارطة الطريق أمام الطالب، تمكنه من ضبط المفاهيم، ووضع قاعدة أولية للمقياس من خلالها يتم تزويد الطالب بأهم المعارف القبلية حول التراث وتزويده بالمداخل الأساسية التي تحدد له المسار وتوجهه للوصول إلى المعرفة من خلال المراجع المقدمة له وكذلك المحاور الكبرى للمقياس حسب المخطط الوزاري بغية تحقيق الأهداف التالية:


    • اكساب الطالب المفاهيم الخاصة بالتراث والمتعلقة بالمقياس عامة (التراث المادي واللامادي) فك رموزه وشفراته
    •    الوصول بالطالب إلى المعرفة الحقيقية حول أهمية جرد وتصنيف التراث.
    • التعرف على دلالات التراث المادي واللامادي، و اهميته في حياة الشعوب والأمم


    مقــدمة

    التراث الثقافي ذاكرة الشعوب والأمم، يعبر عن هويتها ويدافع عنها، فمن لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له.  انه الفاعل الأساسي والعنصر الهام الواجب حمايته، من خلال صونه وحفظه. ولقد احتل هذا الأخير (التراث) مركز الجدل والنقاش الثقافي اليوم اكثر من اي وقت مضى . والمتفق عليه انه ما يزال هذا الاخير (التراث بشقسه المادي واللامادي) أسير ثنائية الأصالة والمعاصرة، التراث والحداثة، وبين الثنائيات تفتح الأسئلة الجديدة والقديمة على السواء، لتثير جدلا. واسعا حول مصطلح التراث بين الباحثين والمفكرين على اختلاف اختصاصاتهم ومرجعياتهم الثقافية والفلسفية والاجتماعية، لاسيما وأن مصطلح التراث بات متصلا ومتفاعلا مع سؤال المعاصرة والحداثة والتجديد. فما هو التراث ؟ وماذا نعني أنثروبولوجيا التراث المادي واللامادي؟

     سؤال الانطلاق: ماذا نعني بالتراث؟







  • المحاضرة الثانية: الانثروبولوجيا والتراث الثقافي

    الحديث عن الانثروبولوجيا والتراث يصبان في بوتقة الاستعمار منذ الاستقلال ، اسالة حرجةوحساسة لازمة هذا العلم وقللت من شأنه كعلم قائم بذاته. وعصفت بالتراث كاحد ركائز المجتمع ومفتاحه. ونحن كاكاديمين وباحثين من واجبنا ان نضع ارضية خصبة لهذا العلم الذي ارتبط بمفهوم الاستعمار سخرته المنظومة الكولونيالية الفرنسية منذ تواجدها بالجزائر. لاهداف استعمارية بامتياز  من خلال الاثنوغرافيين والعسكريين الادارين الذين سخرتهم الادارة الفرنسية في فهم ثقافة  وعادات ومعتقدات المجتمع ودراسة فنونه واشكال التعبير واعرفه لاستغلالها في اهدافها العسكرية الاستعمارية كما بينا ذلك من قبل. وبذلك اصبحت الجزائر مادة خصبة ومهمة للدراسات الانثروبولجية التي تخدم فكر واهداف المستعمر (فرنسا) وشكل مت ثقافة وتراث و معيشة المجتمع المدروس (الجزائر) موضوعا ومنفذا هاما للهيمنة والاستعمار . هذا ما شكل نفور واحجام عن هذا العلم في مخيال وتصور الجزائريين واصحاب القرار السياسي بعد الاستقلال والاحجام عن ادراجها في المقررات الدراسية والاعتراف بها في الجامعات الجزائرية ، والعمل على اقصائها من اختصاص العلم الانسانية والاجتماعية ، واعتبار كل دارس او منتمي لهذا الحقل المعرفي بالتابع للانثروبولوجيا الكولونيالية ، وبقي الامر على حاله اتبعه نظال الباحثين المهتمين بالانثروبولوجيا الى غاية الثمانينات اين عادت الانثروبولوجيا الى الواجهة قمع الحراك السياسي الذي شهدته الجزائر في تلك الفترة ، ومع سعيهم واصراهم كباحثين مهتمين بهذا العلم  ثمنت مساعيهم بعدوة الانثروبولوجيا لمكانتها التي تليق بها كعلم واعطيت لها المكانة اللائقة بها كفرع مغرفي قائم بذاته . حيث ادرجته بعض الجامعات الجزائرية كتخصص اساسي ، من خلال جامعة تلمسان. وتكفل المعهد الوطني للتعاليم العالي بتدريس الانثروبولوجيا منذ سنة 1984 ، وعرفت على اثرها العديد من المراكز البحثية نشاطا هاما للانثروبولوجيا على غرار المركز الوطني للبحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (CRASC) بوهران ، والمركز الوطني للبحق في ماقبل التاريخ والانثروبولوجيا بالجزائر ، واستمرت المسير البحثية لتعود الانثروبولوجيا بكل جدارة كعلم يعنى بالمجتمع وثقافته المادية واللامادية ، واعترف بها كعلم اساسي في التنمية والمعرفة والتكفل بقضايا الانسان الجزائري الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعقائدية. لتتدرج في العديد من الجامعات كاختصاص في العلم الاجتماعية على غرار (قسنطينة، ورقلة، بسكرة، تبسة....) 

    وبالموازاة ظل الترث الثقافي للمجتمع الجزائري موضوع لا يقل اهمية عن موضوع الانثروبولوجيا من اقصاء وتهميش ورفض ونعوت سلبية ، هذا الاخير (التراص الثقافي او ما يعرف بالثقافة الشعبية تارة والثقافة الشفوية او الفلطور او التراث المادي واللامادي او الثقافة التقليدية كلها تصب في عمق الهوية والانتماء للانسان الجزائري مثلها مثل الانثروبولوجيا وهذا ما السقها بالانثروبولوجيا واحاطها بنفس المصير . 

    لقد صنف الدارسين التراث الجزائري صمن خانة العادات والتقاليد والحرف والفنون التقليدية .... وعلى الرغم مما تزخر به الجزائر والثقافة الجزائرية من تراث اصيل ومتنوع في امتداده التاريخي والحضاري الا انه ظل محل نعت كبير وخاطئ ، جعله عرضة للسخرية والقصاء كونه غير جدير بالهتمام ، باعتباره يدعوا للجهوية والتفرقة واحياء النعرات الاثنية والثقافيةومعاكس للوطنية والعروبة والاسلام وغير جدير  برداسته علميا ، وانه يخدم مصالح الادارة الاستعمارية الكولونياليى والتي سوقت له من اجل التصدي للاسلام واللغة العربية وتشويه الثقافة الوطنية ، في حين جند المهتمون بموضوع الثقافة الشعبية كل الاليات من اجل اثبات انه جزء لا يتجزأ من تراث الأمة وهويتها وتاريخها وثقافتها ، ومنه الدعوة لاحيائه والعناية به كموصوع للبحث والتدريس ، فاخذ حظه من التعليم خاصة التعليم العالي ونال الادب الشعبي حصة الاسد ، من خلال تدريسه لطلبة الادب الربي في مستوى الليسانس وطلبة الفنون والمسرح ، واهتمت بذلك الدولة به وخصصة له عغلافا ماليا وبرامج للتدوين والجمع والنشر والصيانة ، وبذلك ظهرت المؤؤسات الناشطة والجمعيات الفنية التي خصته بالبحث والجمع التدوين واقامت لاجله الملتقيات والندوات والمعارض عملا جادا للتعريف به وحفظه ونشره خوفا عليه من ان يطوى وينسى ومنه ضرورة تدوينه في الكتب والمجلات حتى لا ينسى ويندثر .

    بهذا الشكل اصبح لا بد من التطرق لموضوع الانثربولوجيا والتراث كضرورة وواجب وطني في ظل التغيرات السوسيو ثقافية والتكنولوجية والحضارية التي يمر بها عصرنا الراهن ومجتمعاتنا الحالية ، وعليه فالتراث الثقافي زاخر بمكوناته الثقافية وسماته الحضارية التي تعد السلاح والدرع الواقي والصامد اما ضربات الحضارة والمدافع عن الهوية اما العولمة والتقدم التكنولوجي الزاحف ، وان كل ما تم التطرق له لم يقص التراث من الساحة وانما خدمه وفتح له بابا واسعا واعاد انتاجه بالنظر اليه ، الاهتمام به، فكانت الانثروبولوجيا وباحثيها خاصة الاكاديين الذي رؤوا فيها مادة خصية للدراسة والاعتناء والاحتفاء به ماضيا وحاضرا ، فحرروه من رفوف المتاحف التي حنطته  وجعلته نافذة  للسواح والفرجة وابرزته للعالم فجعلت منه مادة خصبة للبحث وارتقت به الى مصاف العلوم التي تناسب قيمته وتصونه وتبرز هوية الشعوب وتاريخهم .

    .


  • المحاضرة الثالثة: التراث الثقافي

    مفهوم التراث:

    التراث في معاجم اللغة العربية وفي الأدب العلمي العربي هو (ما ورثناه عن الأجداد) وأصلها من ورث يقول ابن منظور في لسان العرب المحيط، ورثه ماله ومجده
    وقال الله تعالى أخباراً عن زكريا ودعاءه إياه (هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب) أي يبقى بعدي فيصير له ميراثي ويقال (اورثه الشيء ابوه) أو (ورثه بعضا عن بعض قدما) أو اورثه (كابراً عن كابر) وروي عن النبي محمد (ص) أنه قال (اثبتوا على مشاعركم هذه، فأنكم على أرث من ارث ابراهيم).
    وعليه لكي تكون للغة العربية كلمة مرادفة لـ(الفلكلور) قررت الأمانة العامة لمجمع اللغة العربية وضع (كلمة تراث) بدل كلمة (فولكلور) الانكليزية.
    على اعتبار أن كلمة (تراث) تشمل ما تركه الأوائل من مؤلفات لغوية وفروعها والعلوم منها الطبية والفلكية والصناعية وغيرها وابنية وقلاع وفنون من رسم وموسيقى وغناء ورقص وغيرها وكلها تشملها كلمة (تراث) وكان لا بد هنا من تحديد كلمة خاصة مرادفة لـ(الفلكلور) وفرزها عن التراث الحضاري أو التراث القومي ووضعت تحديداً كلمة (التراث الشعبي) فأينما تجد (فولكلور) فهو إذاً (التراث الشعبي) والعكس صحيح.
    يعرف ماك جريجور ـ  التراث بأنه من الخصائص البشرية العميقة الجذور التي تتناقل من جيل الى آخر، في حين يرى جوجن بأنه (اسلوب متميز من أساليب الحياة، كما ينعكس في مختلف جوانب الثقافة وربما يمتد خلال فترة زمنية معينة وتظهر عليه التغييرات الثقافية الداخلية العادية ولكنه يتميز طوال تلك الفترة بوحدة اساسية مستمرة).

         


    تصنيف التراث حسب اليونسكو:

                             


                                                                           
  • المحاضرة الرابعة : التراث الرأسمال الرمزي

    الميثولوجيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Mythology

    انثروبولوجياــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Anthropology

    التراثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Heritage

    العاداتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Habits

    التراث الثقافي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  Cultural Heritage

     التراث الطبيعي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   Natural heritage

    التراث المادي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Tangible heritage

     التراث اللامادي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Intangible heritage






    ان التراث المادي، واللامادي، يفرض علينا التمييز بين أربعة أنماط من التراث هي كالتالي:

    ــ التراث الشفوي: ويضم المرويات والمحكيات والأمثال والموسيقى... إلخ.

    ــ التراث المكتوب: ويضم الوثائق القديمة والمخطوطات التاريخية والخرائط النادرة... إلخ.

    ــ التراث المنقول: ويضم القطع الأثرية كالحلي التقليدية والنقود القديمة والمسكوكات النادرة والأسلحة القديمة والأواني الخزفية والأدوات الحرفية... إلخ.

    ــ التراث المبني: ويظهر في المدن العتيقة وفي مراكز المدن التقليدية... من خلال مساجد ومدارس وأسواق وحمامات وأبواب وقصبات وقباب وأسقف خشبية وقصور... وكل صنف من هذه الصنوف، من التراث، محكوم بالانتقال من جيل إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى. كما أن كل صنف من هذه الصنوف، وكل حسب عناصره التكوينية، مهدّد إما بأخطار الطبيعة من زلازل وصواعق وأمطار وسيول وتقلبات المناخ... أو أفعال البشر الخبيثة من سرقة وتفويت وتلاعب وسرقة وتدمير وتخريب...



  • المحاضرة الخامسة : التراث الاهمية والانواع

    اهمية التراث :

    للتراث قيمته وأهميته المميزة التي لا تخطئها عين ولا يتفاداها وعي، فبالإضافة إلى كونه يتصل بشخصية الأمة أو المجتمع، ويعطيها الطابع المميز، كما يحدد مستواها في الذوق، والحس الإبداعي، ودرجة تقدمها، فإنه يخدم قضاياها الوطنية، فيعززها ويعمق الهوية والانتماء لدى شعبها. وقد يكون ذلك عن طريق الاهتمام به، والعمل على تسجيله وتوثيقه، والحفاظ عليه، وإحيائه، وهو ما يمكن أن ينعكس على حاضر الأمة، وسلوكيات أفرادها، كما أن محاولة هدمه، وتشويهه، واجتثاثه، يمثل طمساً لذاكرتها المجتمعية. كما يعدّ التراث الثقافي أيضاً مصدراً من مصادر الدخل الوطني بما له من علاقة بالجذب السياحي؛ إضافة إلى كونه مصدراً من مصادر إيجاد فرص العمل. وقد يمثل توجهاً سياسياً لخدمة أغراض السيطرة، والمسخ الثقافي، وبسط النفوذ السياسي. هذا بالإضافة إلى كونه يشكّل مادة للبحث العلمي بما يملكه من مستودع الخبرات، والتراكم المعرفي، وهو مجال للاتعاظ، والدراسة، ومادة تعليمية للنشء، وسجل معرفي عن التاريخ، والثقافة، وتطور الحضارة والفنون.

    والتراث الثقافي بقسمية؛ المادي (الثابت منه والمنقول)، وغير المادي، يتعرضان للعديد من الأخطار والمهددات التي تهدد وجوده. فالتراث المادي تهدده العديد من الأخطار، التي قد تعرضه للتشوه، أو التلف، أو طمس معالمه الحضارية، والثقافية، وقد تهدد بقاءه فتؤدي إلى تدميره، والقضاء عليه واختفاءه. ومن أمثلة هذه الأخطار ما اصطلح على تعريفها بالأخطار الطبيعية ومنها الزلازل، والسيول، والأمطار الشديدة، والرطوبة والحرارة وتغير معدلاتهما بين الارتفاع والانخفاض، والمهددات البشرية الناتجة عن التدخلات أو السلوكيات البشرية الخاطئة تجاه موارد التراث الثقافي المادي، وطريقه التعامل معه. وقد تكون هذه التدخلات أو السلوكيات متعمدة لأغراض معينة، أو غير متعمدة ناتجة عن قلة الوعي، أو الإهمال، أو الجهل. وجميعها تتسبب في تعرّض مصادر التراث الثقافي للتلف، أو التشوه، أو الدمار، أو الضياع. ومن أمثلة التدخلات البشرية الخاطئة؛ انتشار كافة أنواع الإسكان المتطفل، والهامشي في العديد من المناطق الأثرية، والتراثية، وتلاصق المستوطنات البشرية التي تتصف بكثافة سكانية عالية بحدودها.

    انواع التراث : 

    1. التراث الثقافي المادي:  يعترب الرتاث الثقافي اللامادي موردا فريدا من نوعو ويًن قابل للتجديد، وذا قيمة ثقافية أو علمية أو روحية أو دينية، وهذا النوع التراثي »يشمل أنواع منقولة أو ثابتة، أو مواقع أو مجموعات هياكل، أو سمات وخصائص طبيعية، أو مناظر طبيعية ذات قيمة أثرية أو حفرية أو تارخيية أو  معمارية أو دينية، أو جمالية أو غيرهامن القيم الثقافية« ، حيث التراث اللامادي المنقول هو ما يمكن نقله كالقطع الأثرية، وغير المنقول مثل المباني الأثرية. ولقد عرف الباحث "ريتشارد دورسون" الثقافة ادلادية بقولو  تولي  الهتمامنا  في هذا الميدان لجوانب السلوك الشعبي . 

      ولقد عرفت اتفاقية اليونيسكو سنة 2003، التراث الثقافي غير المادي بأنه: «الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعدها الجماعات والمجموعات والأفراد جزءا من تراثها الثقافي».

    2. التراث الثقافي غير المادي:  يعرف التراث الغير مادي بأنه التراث الثقافي الذي يتجلى »في كافة المضاهر الغير مادية وغير الملموسة لكافة ادللموسة لختلف تشكيلات وتنويعات التراث الانساني ، باعتباره الثقافي الممارس الحلي والمنتقل عبرالاجيال من خالل حاملي وممارسي عناصره الاساسية.

    التراث المعنوي:يشمل  التقاليد والتعابير الشفوية: كالأمثال، والأساطير، والأغاني، والقصائد الملحمية، والأحاجي. الفنون التمثيلية: كالرقص، والموسيقا. الممارسات الاجتماعية: ويشمل ذلك العادات في المناسبات كالكرنفالات الموسمية والاحتفالات، ومراسم الدفن. الحرف التقليدية: قد تبدو ملموسة لكنّ المقصود هو المهارات المعرفية، وتتضمّن مهارات صناعة الحرف اليدوية، كالأعمال الخشبية، وإنتاج الآلات الموسيقية، والأقمشة، والتطريز ونسج السجاد.

    انواع التراث الثقافي: 

    • أهليل قورارة التقليدي والعادات المرتبطة به.
    • الزاوية الشيخية والمراسيم المتعلقة بها وبلدية الأبيض سيدي الشيخ
    • الممارسات والمهارات والمعرفة المرتبطة بمجموعات إمزاد عند الطوارق
    • عادات وطقوس ومراسم السبيبة في واحة جانت بالجزائر
    • العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بزي الزفاف التلمساني.

    مهددات التراث: 

    عن قصد أو غير قصد، في إحداث حرائق تسبب أضراراً بالغة بمواد التراث الثقافي المادي الثابت منه والمنقول. كما تعدّ الحروب، التي تنشب بين الدول، أو النزاعات المسلحة والحروب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد، من أخطر ما يلحقه الإنسان بالتراث الثقافي، لما يصاحبها من عنف، وتدمير، وإلحاق أضرار بالممتلكات المختلفة، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، ومنها بطبيعة الحال ممتلكات التراث الثقافي. وقد يشكل التطور العمراني والاقتصادي وقيام المشروعات الوطني عبأً أيضاً على التراث الثقافي فتُقدم السلطات، أو الأفراد، في حالات معينة، على هدم المباني التاريخية, أو تغيير معالمها لتنفيذ توجهات خدمية واقتصادية للمجتمع. كما يندرج تحت الأخطار البشرية ما يقع فيه القائمون بالحفاظ على التراث من أخطاء نتيجة قلة الخبرة أو الدراسة، سواء كانت هذه الأخطاء في طريقة، وأسلوب الترميم ذاته أم في نوعية المواد المستخدمة.

    كما أن هناك من المخاطر ما يشكل تهديداً للتراث الثقافي غير المادي فتنتقص منه، أو تضيف إليه، أو تشوهه، وقد تنهي بقاءه، ولعل أهمها العولمة, والتطور المطرد في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

    وإن تحديد هذه الأخطار، والمهددات المختلفة على صعيدي التراث الثقافي المادي وغير المادي، ودراستها، ومعرفة أسبابها، سيساعد في وضع استراتيجيات الوقاية منها، والحفاظ على التراث الثقافي من مؤثراتها، ومخاطرها.

    وإدراكاً لأهمية هذا التراث وقيمته، ووعياً بخطورة ما يتعرض له من مهددات، ومواجهةً لما يتعرض له من تحديات تهدد بقاءه كان الحفاظ عليه هو الضرورة التي لا بد منها. 


  • المحاضرة السادسة : التراث الثقافي والهوية

    لاشك أن هوية أي جماعة أو عرق أو لغة أو دين أو مذهب لاسيما فى المجتمعات الجنوبية –جنوب العالم وفى العالم العربى ومصر على وجه التحديد- تعتمد فى بناء تخييلها الرمزى الهوياتى، على الإرث المادى، من فنون شعبية، بما فيها الموسيقى وأدواتها، والألحان، ومراثي الموتى، وأغانى الحب والجماعة والصداقة والأسرة والعائلة وأغانى ورقصات الأفراح، ومن شعر عامى موروث ويعاد إنتاجه، وفى طرز البناء المعماري التقليدية الموروثة، فى القرى، ومناطق التجمعات العرقية كالنوبيين، والأمازيغ فى سيوة، ومناطق سكنى البدو فى بعض الواحات المصرية كالخارجة، أو فى سيناء.

    هذا التراث المادى المرتبط بتاريخ الجماعات التكوينية، يشكل القاعدة المادية التى يؤسس عليها التخييل الهوياتى المتغير لكل جماعة عرقية أو قومية، أو لغوية، أو دينية أو مذهبية. فى هذا الإطار تلعب الجوامع والمعابد القديمة والمقابر وأمكنتها، أحد مراكز بناء هوية الجماعة وثوابتها وتحولاتها.

    المقابر ومواقعها لها بعض من الأهمية فى الوعى الجمعى للمجتمع الجزائري، وذلك بالنظر إلى الإرث المادى والرمزى الجزائري حول الموت .هذا الإرث المادى يمتد من علاقة أشخاص الجماعة التكوينية، إلى العلاقة الروحية بأماكن العبادة من مساجد إلى كنائس إلى معابد يهودية. روحانية مكان العبادة وطرازه المعمارى تتداخل مع الطقس الدينى والإيمانى وممارسته، على ثقافة المؤمن البصرية من خلال جماليات مكان العبادة، وتصميمه وطرازه، وهى أحاسيس ووعى بالمكان الذى يمثل أحد ترسيمات تخيلات الهوية الشعبية.

    المكان ومحمولاته الجمالية والرمزية والتاريخية، يشكل هوية المكان، وعادات وأعراف الجماعة التكوينية أيًا كانت دياناتها وأعرافها وطقوسها، وحركتها الاجتماعية وتفاعلاتها حوله.

    هوية المكان –أيًا كانت محمولاته الرمزية والدينية والعقائدية، والاقتصادية، والترفيهية، والتخطيطية والمعمارية- هى جزء من حركة البشر وتفاعلاتهم حوله، ومن ثم يمثل جزءًا من الذاكرات الجماعية للجماعة التكوينية، أو المجتمع بمختلف مكوناته على تعددها. بعض الأمكنة مرتبطة بالثورات، ورموزها وبعضها الآخر بالتمردات أو الحراكات أو التظاهرات الاحتجاجية الاجتماعية، والسياسية. بعضها الثالث مرتبط بالتغير السياسى والتاريخى فى هذا البلد أو ذاك، أو بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية، أو فى تغير الزعامة السياسية وطبيعة النظام  السياسى.



  • المحاضرة السادسة(تابع): قائمة التراث اللامادي




  • المحاضرة السابعة: التربية على التراث

  • اختبار الخروج