إن الإرهاصات التي تألقت فيها الرواية مع التاريخ ليشكال مادة تخييلية أخذت فضاء أوسعا و مجال معتبرا في دراسات النقاد و الباحثين حيث سلطت الأضواء على هذا التزاوج الذي سعى فيه جميع الباحثين و المهتمين بهذا المجال إلى التعرف على

طبيعة الحدود فيه بين ما هو حقيقي و ما هو تخييلي، و ذلك لتأسيس رؤية تفرق بين مالة يهدف للتاريخ في محاكاته للماضي بأحداثه و وقائعه علميا، و هدف الرواية خيِالم للتاريخ المعتمدة في ذلك خطابا سرديا تخييليا متصالا بالخطاب التاريخي كسند جاهز سليم في تشكيل بنيتها الفنية و الدلالية. أما الواقعية هذه الحركة الفنية التي ظهرت في القرن19 في فرسنا وهي ثورة على التاريخية، تقوم على تصوير الأشياء على ما هي عليه في الواقع دون الإغراء في المثاليات، أو الجنوح صوب الخيال.